البحرين محافظة إيرانية
تريد ايران اقامة علاقات طيبه مع الدول العربيه ودول الجوار, وتريد ان يتخذ الجميع مبدأ عدم التدخل وتريد إقامة العدل واعادة الحقوق الى اصحابها وتريد رفع راية الإسلام وتريد احترام العهود والمواثيق وتريد تطبيق حقوق الإنسان وتريد وتريد ولكن ماتريده ينطبق فقط بما يخص مصالحها دون مراعاة لمصالح الغير, حيث ان العلاقات الطيبه المزمع اقامتها مع الدول العربيه يتضح كذبها اولاً في العراق ومنذ الازل مروراً بالشاه وتآمره على العراق وبعد ذلك الخميني وصولاً الى رفسنجاني وخاتمي واحمدي نجاد.
ان العلاقات لم تكن يوماً مع ايران لابالطيبه ولابالحسنه, وهذا الأمر ينطبق على علاقتها مع معظم الدول العربيه, فعندما تطالب ايران بالجزر الإماراتيه الثلاث وتدّعي ملكيتها فإن الأمر يصبح مضحكاً حين تذكر بنفسها ان الجزر (الإماراتيه) هي ارض ايرانيه!!؟؟
اي انها اعترفت انها جزر اماراتيه ولكنها رغم انف الجميع هي اراضي ايرانيه؟؟
والآن جاء دور البحرين لتكون ضيعه هي الأخرى لإيران حيث الوقاحه عند المسؤولين الإيرانيين بلغت حدها حين صرح حسين شريعة مداري مستشار خامنئي بأن البحرين محافظه ايرانيه ويجب ان تعود الى ايران لأنها انفصلت عن (الوطن الام ايران) اثر تسويه غير قانونيه بين الشاه المعدوم وبين الولايات المتحده وبريطانيا, وعليه يجب تصحيح الأمور وعودتها الى نصابها, ولكنه نسي انه في حال عودة الامور الى نصابها فالأولى هو تمزيق اتفاقية الجزائر حول شط العرب لأنها حدثت اثر تسويه ايضاً غير قانونيه بين الشاه وصدام حسين وكلاهما في نظر الإيرانيين من الكفار والطغاة ولا بد من الطبيعي ان يكون ماحدث في عهديهما باطل, ولكن لماذا تتمسك ايران بالإتفاقيه وكأنها كلام الله المُنَزَل من عنده حيث لاجدل ولانقاش في الأمر في وقت لاتعترف بإتفاقيات اخرى إن كان هناك اتفاقيات...
كما ان على ايران اعادة الأراضي العربيه المسلوبه التي اغتصبتها اثر مؤامره فارسيه خسيسه على الشيخ خزعل في بدايات القرن الماضي وإغتصبت على اثرها المحمره وعبادان والأحواز التي تنتج معظم النفط الإيراني, ولو كانت ايران تريد الحق وهي بالطبع بعيده عن ذلك فلماذا لاتعيد الحق لأصحابه؟؟
كما ان تآمر ايران يتضح من خلال تشجيعها وبشكل كبير قيام فيدراليه في العراق سواء كرديه او شيعيه او سنيه لافرق بحجة تعدد القوميات والمذاهب وهي تعمل جاده على ان تُثبت الفيدراليه في العراق في وقت ترفض وبشكل قاطع اي حديث او همس حول هذا الموضوع في ايران بالرغم من ان ايران متعددة القوميات والمذاهب ايضاً حالها حال العراق ولكن بالفيدراليه المزمع تطبيقها فستكون لإيران اليد الطولى في الجنوب الشيعي والشمال الكردي....
وبنظره واحده الى الموضوع نجد ان ايران تلعب على الوتر الطائفي والعرقي, ففي وقت تُذَكِر ابناء العراق الشيعه بمذهبهم وان علاقتهم المذهبيه معها اقوى من اي رابط نجدها تلعب نفس اللعبه مع الأكراد على انهم والفرس من نفس العِرق الآري وان هذا الرابط اهم من اي رابط, وحينما تمول القاعده في العراق لضرب الأمريكان والتي الضربات تكون بمجملها على العراقيين فإنها تتخذ الإسلام ديناً وكل هذا يذكرني بمقطع قصيده شعر شعبي للشاعر جواد الحمراني يقول فيها عن ايران:
تسنني بهواها تريد نِشاب
وتشيعني العجم بسم القبابِ
مها قيل ومهما كُتب ومهما كان الجدل والنقاش ومهما يُقَدم من حجج ودلائل فإن الحقد والطمع الفارسي ليس له حدود, ولو امتلكت ايران قنابل نوويه مثل ماتمتلكه اسرائيل فإن جميع الدول العربيه الغنيه المجاوره وغير المجاوره ستدخل قائمة الأطماع الفارسيه وسيُخلَق تأريخاً بطبعه حديثه تتحدث عن لبنان الفارسي وعُمان وقطر والكويت والسعوديه واليمن والإمارات وربما ليبيا وتونس والجزائر على انها كانت يوماً ضياعاً فارسيه في عهد الساسانيين او الماسونيين لافرق, وهذه ليست مبالغه بالطبع حيث ان اول من وضع حداً لمبالغات الفرس في ان يحلموا ويوسعو اطماعهم واحلامهم هو صدام حسين ولنقلها بصراحه وليس هناك من داعٍ لإخفاء الحقيقه, حيث لولا صمود الجيش العراقي البطل بكل افراده من عرب وكرد ومسيح وتركمان وغيرهم لكانت كربلاء مجرد قضاء فارسي وبغداد ناحيه من النواحي الفارسيه ودهوك منتجع يكون فيه الكرد تحت خدمة الفرس اما البصره فإنها كانت ستكون ميناء (البسره الفارسي)...
ان المهمه الصعبه الواقعه على عاتق العرب في التصدي لكل مطامع ايران واحقادها ضد العرب وارض العرب هي مهمه قد تصعب اكثر عندما تُحل الأمور بالحوار, حيث اكدت الاحداث على ان ايران هي من اكثر الداعين للحوار ولكن من غير المقتنعين به, فكم حوار كان بين ايران والدول المتخاصمه معها آخرها مع امريكا, فهل كان هناك من تطور او مخرج لأي ازمه؟؟ انها ايران مفتعلة الازمات, فمنذ احتلالها الأراضي العربيه مروراً بتآمرها على العراق حتى ايران كونترا وحرب الخليج الاولى واحتلالها الجزر الإماراتيه وتمويلها الإرهاب في العراق ودول المنطقه ورعايتها للقاعده وذيول القاعده وغيرها من الازمات التي لاتنتهي عند حد وايران تسير بوتيرة متصاعده في تأجيج الأمور, بل انها لاتحترم الآخرين بل وحتى تنتقص منهم وعلى لسان احمدي نجاد حين قابله امير قطر وذكر عبارة الخليج العربي فقاطعه نجاد بوقاحه مُذكراً اياه انه الخليج الفارسي ليس إلا لاغياً بذلك كل الدول العربيه المطله عليه, وكذلك كان احتجاج الخارجيه الإيرانيه على مطبوعات في باريس وواشنطن حول تسمية الخليج التي يجب ان تتغير الى الفارسي بدل العربي, انه الحقد على كل ماهو عربي ارضاً وشعباً وتأريخاً.
ليس امام الدول والشعوب العربيه سوى قطع العلاقات مع ايران لتقف عند حدودها حيث الحوار معها هو حوار الطرشان, فإن حدث واحتلت البحرين كما احتلت الجزر الإماراتيه والأحواز والمحمره وعبادان فلن يفيد حينها الندم وستدخل المنطقه في حروب وازمات كان ممكن تفاديها منذ البدء ان وقف العرب وقفه واحده ضدها من البدايه, كما ان حاجة ايران للعرب اكبر بكثير من حاجتهم اليها والضرر القادم من ايران اكبر بكثير من الفائده المرجوه منها, وقطع العلاقات معها افضل من المفاوضات التي بالتأكيد ستكون مراوغة ثعالب ولن يحصل العرب منها لاعلى الحق ولا على الباطل, ولا يجب ان يفوتنا على ان ايران بإدعائاتها تلك قد ضربت عصفورين بحجر واحد, فهي تحاول ابعاد الانظار عنها ولو مؤقتاً في موضوع (احتلالها) العراق وموضوع الجزر الإماراتيه الثلاث وفي الوقت نفسه اعلان اطماعها في البحرين , ويعلم الله ماتخبئه ايران للعرب والمسلمين فهي في عداء مُعلن مع امريكا واسرائيل ولكن في وفاق مستتر معهما, فكل المصالح ان التقت ضد العرب اتحدت وان اختلفت الآيديولوجيات والأهداف, وكم كان عمر بن الخطاب على حق حين قال ( ياليت بيننا وبين فارس جبل من نار).